الساعة الواحدة والنصف فجرًا يرن هاتفي النقال على غير عادته
بخطوات مسرعة وبقليل من التردد التقطته ونظرت الى رقم المتصل كان غريبا ولم أره من قبل فتحت الخط و أجبت
_السلام عليكم
رد المتصل بصوت متعب وأنفاس متقطعة
وعليكم السلام .أمولة؟
أجبته سائلة بصوت عالٍ يشبه الصراخ
_ وخيي أنت وخيي؟
رد علي بصوت منهك
_ أيه
يا الله! أنه أخي الموجود في جبهة مصراتة يقاتل في سبيل الله والوطن مع الثوار
سألته:
_كيف حالك وخيي خيرك فيك شي أنت متصاوب ؟
تمالك نفسه وأستجمع قواه وأجابني
_ لا لا مافيا شي ماتخافيش . أمولة أعطيني أمي
أجبته:
أوكي رد بالك علي روحك وخيي الله يحفظك الله ينصركم وتفكر ربي وديما أدعي لربي وأقراء قرآن
رد علي قائلا:
باهي وحتى انت وخيتي ردي بالك على روحك وعلى اميمتك
ثم ناديت بصوت عالي وملهوف
ماما ماما تعالي بسرعة
جائت أمي مسرعة ومستغربة من نبرة صوتي العالية والمرتعشه
أعطيتها المحمول وقلت:
ماما هذا خوي
أخدته مني بلهفه وأجابت :
_ السلام عليكم كيف حالك وليدي شن مداير في هالحرب وين ترقد ؟وين تاكل ؟
أجابها بضحكة متعبه
الحمد لله انا تمام والحمد لله ماتنشغليش عليا انت كيف حالك اميمتي ردي بالك على روحك وادعيلي وسامحيني
أجابته أمي بلهفة
خيره صوتك وليدي فيك شي ؟
قالت هذه الجمله وغص صوتها بالبكاء وأكملت حديثها المخنوق بعبرة البكاء
وليدي الله يحفظك فيك شي؟ انت متصاوب
أجابها بصوت متعب ومخنوق بالبكاء (فأخي هذا حنون وقد أشتاق لأمي وآلمه ان تبكي للأجله)
_ياميمتي ماتخافيش ولدك راجل أنا انصبت في صدري لما كنت في الجبهه انا واولاد عمي ورجال مصراتة الشجعان ردينا هجوم الكتائب وأن شاءالله المرة الجايه نكون شهيد أدعيلي انت بس
وسامحيني وردي بالك على روحك
ثم أستطرد قالئلا :
أمي ردي بالك من الكلام في الموبايل الخطوط مراقبة ومعاش تدو فيه ع النظام
أجابته امي وهي مستمرة في البكاء:
أن شاءالله ياوليدي ربي يحفظك ربي ينصركم على من عاداكم
في حفظ الله
وهنا انتهت المكالمة
عندها تمنينا ألا تنتهي أبدا لكي لانفقد أخي مجددا
عانقت أمي وبكيت معها وحاولت ان أصبرها وقلت لها
أدعيله ربي يحفظه وماتبكيش, بجديات ولدك راجل وان شاءالله ربي يكتبلنا الشهادة وان شاءالله ربي يجمعنا بيه
هذه هي مصراتة أم الشهداء وذات الرجال فهي لم تبخل يوما في
ان تقدم الرجال فداءًا لِلِيبيا بلادنا الغالية فمن أجلها يقدم الغالي والنفيس.