اذا
حاسبتني على الماضي فستظلمني...وإذا حاسبتني على الحاضر فستظلمني...وإذا
طلبت منك أن تحاسبني على المستقبل فسأظلمك...إذن دع أيام الحياة تمرّ إلى
أجلها المسمى ثم فلتفعل ما تشاء...إنني
إنسان مثلك...لست ملَكًا، لست نبيًّا، ولست حبّة من حبات الندى البريئة من
الذنوب...أنا آكل الطعام وأمشي في الأسواق وأتصفح المنتديات...فلا
تُحمّلني أكثر مما يحمِل بشرٌ يتصفح المنتديات...
إقرأ
سيرتي أو لا تقرأ،فإنها لن تفيدك بشيء...لأن حقيقتي ليست تلك الكلمات التي
خطّها قلمي تحيُّزًا لصاحب الأنامل التي أرقصته على الورق...حقيقتي لن
تجدها فيما يقوله الناس عني وأنا حيٌّ أُرزق محبّين كانوا أو
مبغضين...لسبب معقول أو بلا سبب حتى...
حقيقتي ستقرأها على رأس قبري...لن تكون مكتوبة على ذلك اللوح على الأرجح،ولكنك ستقرأُها...ستقرأها وستصدّقها للمرة الأولى
... أيها
الأخ في الإيمان، أيها الأخ في البشرية،إذا كان عندي حقٌّ لك ، فعبّره لي
وأنا كفيل بقضاء حياتي في سبيل ردّه إليك...إذا سمعت مني ما لم يرُق لسمعك
، أو ما عكَّر عليك صفوك،فأنا مستعد لأعيش ما قُدّر لي أن أعيش لأجل أن
أستردّ منك الصفاءَ بيننا...
الصفاءُ بيننا...هذا هو حقّي الذي عندك...
إنه
يعني أن نعيش أنا وأنت كما كان لنا أن نعيش قبل أن يسطو سوء ذات البين على
ساحتنا...الصفاءُ بيننا هو اللاشيئ الذي يُغني عن كلّ شيء...لا تقُل لي،
لا تسمع منّي،لا تنظر إليّ، ولا تلفت إليك نظري...ولكن أفسح المكان
للصفاءِ بينَنا.
إذا فعلت ذلك فلست في حاجة إلى أن تخبرني ...فقط أخبر ضميرك...أخبره عندما تضع خدّك الأيمن...على يدك اليمنى...على الوسادة.