الشيخ النابلسي يكشف أسرار أسماء الله الحسنى
ما زال الداعية الإسلامية فضيلة الشيخ راتب النابلسي يواصل حديثه الممتع حول أسماء الله الحسنى والمعاني السامية التي نستخلصها من أسمائه سبحانه وتعالى... وأهمية الالتزام والعمل بهذه الأسماء حتى نحصل على خيري الدنيا والآخرة
والاسم الذي نتوقف عنده طويلا هو اسم الله تعالى "السلام" بمعناه الأعم والأشمل..
وانطلاقًا من قوله تعالى في كتابه الكريم
(يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام)
يوضح لنا الشيخ راتب أن المسلم الحقيقي هو من سلمت سمعة المسلمين من لسانه ويده. يعني قبل أن تتكلم قبل أن تكتب تصريحا قبل أن تتصرف مع المسلمين أو غير المسلمين، انتبه إلى أنك سفير المسلمين فعليك بث الطمأنينة فيمن حولك ولا تكن مقلقًا لهم ولا تبث الرعب في قلوبهم.
ويضيف الشيخ النابلسي: الآية الكريمة دقيقة جدًا.. سبل السلام يعني أنك إذا غضضت بصرك عن محارم الله وأديت واجب الزوجة وأعطيتها حقها فقد سلكت في زواجك سبل السلام وإذا اعتنيت بأولادك وغرست فيهم العقيدة الصحيحة والخلق القويم.. فقد سلكت معهم سبل السلام ولو عاملت من حولك معاملة وفق منهج الله أحبوك وكان الطريق إليهم سالمًا
البحث عن السلام
ما من إنسان يعيش على سطح الأرض إلا ويريد أن يعيش في أمن وسلام.. في سلام مع نفسه، مع أولاده، مع أهل، مع جيرانه مع كل الناس.. ولكن الحلم الأكبر والأعظم أن يكون الإنسان في حالة سلام مع الله سبحانه وتعالى.
ويوضح الشيخ راتب أن الآية
(إن فتحنا لك فتحًا مبينًا)
من سورة الفتح نزلت عقب صلح الحديبية لا لأن المسلمين حاربوا المشركين وقاتلوهم ولكن لأنهم وقعوا اتفاقية سلام مع كفار قريش.. فالناس يحبون السلام، والله عز وجل هو السلام
والسلام هو إلهنا وربنا سلمت ذاته من كل عيب وسلم خلقه من كل ضرر والسلام من أسماء الذات ومن أسماء الأفعال.. لكن ما من مشكلة على وجه الأرض إلا بسبب الخروج عن منهج الله، وما من خروج عن منهج الله إلا بسبب الجهل، والجهل أعدى أعداء الإنسان.
تطبيقات لأسماء الله الحسنى في الكون
المتأمل في داخل نفسه والطبيعة من حوله يجد أن الكون كله مظهر لأسماء الله الحسنى. فمثلاً الإنسان ينام هيكله العظمي له وزن والعضلات التي فوق الهيكل العظمي لها وزن أيضًا. وزن الهيكل مع ما فوقه من عضلات تضغط على ما تحته من عضلات. فإذا ضغطة الأوعية الدموية تضيق لمعدتها.
الله عز وجل أودع في الإنسان مراكز للإحساس بالضغط فإذا ضغطت العضلات ومعها الأوعية التي تحت الهيكل العظمي.. هذه المراكز مراكز الضغط تعطي إشارة إلى الدماغ.
لقد ضغطنا الدماغ يعطي أمرا إلى العضلات فينقلب الإنسان على شقه الآخر وهو نائم. تصوروا إنسان نائم تقلب قريبًا من أربعين مرة. قال تعالى
(ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال)
تقلب الإنسان في نومه من أجل سلامته. الإنسان إذا أصيب بمرض السبات لا بد من تقليبه وإلا يتفطر لحمه ينسلخ لحمه وهذا من آيات الإعجاز العلمي لولا أن أهل الكهف الذين مكثوا في كهفهم ثلاثة مائة عام لولا أن الله قلبهم لماتوا بعد شهر من إيوائهم في الكهف ونقلبهم فالتقليب تطبيق عملي لاسم الله السلام.
وأنت نائم وأنت غارق في النوم يتجمع اللعاب في فمك تهب إشارة إلى الدماغ لقد زاد اللعاب في الفم، الدماغ يعطي أمرا وأنت نائم إلى لسان المزمار فيغلق فتحة الهواء ويفتح فتحة المريء ويسري اللعاب إلى المعدة. هذا يتم من حين لأخر أثناء النوم وأنت نائم هذا من اسم السلام.
لو أن الله ملكك حركة القلب مستحيل أن تنام إذا نام الإنسان مات فورًا لكن حركة القلب لا إرادية تولاها عنك تنام نومًا عميقًا والقلب ينبض. لو أن الله أوكل إليك حركة الرئتين في مركز الدماغ مركز التنبيه النومي، هذا المركز أحيانًا يتعطل بحالات نادرة جدًا.
ما معنى تعطل هذا المركز؟ ممنوع النوم، ينام يموت فورًا، يجب أن يتنفس تنفسًا إراديًا حتى لا يموت أيها الإخوة من أسماء الله السلام أليس هذا من اسم السلام.
فما الذي يمنع أن نفهم أسماء الله الحسنى من خلال الكون، من خلال خلق الإنسان، من خلال خلق الحيوان، من خلال خلق النبات؟!
الدكتور محمد راتب النابلسي
قناة الرسالة الفضائية