رؤووف المديــر العام
الهواية : المهنة : المزاج : الدولة : عدد المساهمات : 1980 تاريخ التسجيل : 27/06/2010 العمر : 37
| موضوع: نفسية الشعب الجزائري الخميس مارس 29, 2012 9:27 pm | |
| تتميز الشخصية الجزائرية بسمة التروي و التريث قبل إطلاق الأحكام المختلفة على الغير من خلال المظاهر الخارجية التي تبدو عليها الأمور لأول وهلة ،و ذلك بدافع حب الإنصاف و التحري لتفادي الوقوع في الظلم و إلحاق الضرر بالآخرين بغير وجه حق ... و من الأمثال الشعبية التي تعكس السمة في المجتمع الجزائري هي : كل خنفوس عند أُمُه غزال و الخنفوس في سياق المثل يعني المبالغة في وصف الشخص بالقبح ، و مضمون المثل أن الإنسان لا يتسرع في الحُكم على الفرد ( وفي هذا السياق يعني الطفل ) بالقبح و الذمامة لأن هذا الطفل اذا كان في نظر الأجنبي كذالك فهو في نظر أمه غزال ( أي في منتهى الأناقة و الجمال )و من ثمة و جب وضع هذه العوامل في الإعتبار عند إطلاق الأحكام القيمية على الغير ، لأن ما نراه نحن قد لا يكون هو نفسه ما يراه الغير ، فوجب التروي و الإتزان و مراعاة عوامل شتى في إصدار الأحكام القيمية. و عن ضرورة التروي و التبصر قبل إصدار الأحكام على الاشياء أو الاشخاص يقول المثل الشعبي آخر : ما تحسبش الخضراء قاع حشيش و كلمة (قاع) في اللهجة العامية الجزائرية تعني ( كل ) و مضمون المثل أن الإنسان لا ينبغي أن يحكم على الأشياء أو الأشخاص من خلال المظاهر الخارجية إذ أنه ليس كل ما هو أخضر اللون يعتبر حشيشا ، كما أنه ليس ليس كل ما هو أصفر يعتبر ذهبا مثلا .و هذا المثل الشعبي الجزائري يقابله المثل الشعبي الجزائري المتداول في بلاد المشرق العربي عموما ( في مصر و الشام خاصة )و القائل ، موش كل الطيور تتاكل لحمها و عن وجوب التحري في إصدار الأحكام ، و تفحص الذرائع ، و تقبل الأعذار و المبررات يوجد مثل شعبي آخر يقول : قالت الحجرة شمخت ، قالت الطوبة مانتكلمش و مضمون المثل هنا أن الأضرار التي تلحق بالأشياء أو الاشخاص تختلف بإختلاف تكوين هذه الأشياء مما يحتم وضع تلك العوامل في عين الإعتبار .فعندما تشتكي من أنها تضررت بتعرضها للبلل يجب أن ننظر الى الطوبة بأن ضرر تعرضها للبلل يكون أخطر بكثير من تعرض الحجرة له ، إذ أن الماء بالنسبة للطوبة يعني التحلل و الزوال ، و هو وضع يجعله تختلف عن وضع الحجرة بكثير فوجبت النظرةالى الإثنين كليهما و الحُكم لهما أو عليهما من كل هذه الزوايا: و يؤكد هذا المعنى مثل شعبي آخر يقول : إضرب الكلب و أخزر لوجه والديه و كلمة أُخزُر معناها ( أنظر) و مضمون المثل هو أن الإنسان يجب أن يضع في حُسبانه كل العوامل و النتائج عند قيام بأي عمل أو إصدار أي أحكام لتفادي إلحاق الضرر بالآخرين ، فيقول المثل عندما تضرب الكلب يجب أن تضع في الحُسبانك أصحاب هذا الكلب ، لأن في ذلك الضرب إهانة لهم ، فوجب أخذ ذلك الأمر في عين الإعتبار . و من وسائل الدفاع الإجتماعي عن القيم السائدة توجد أمثلة شعبية تحُثُ الناس على التمسك بالقيم و تُرهب الخارجين عن هذه القواعد الأخلاقية بعدالة السماء فيقول المثل : ألي يضحك يلحق و مضمون المثل أن الشخص الذي يضحك من أوضاع الغير و يستهزئ بهم عن عيوب أو عاهات أو أزمات حلت بهم بكيفية إرادية أو لا إرادية ، سيلحق بهم ، أي أن الأيام قد تخبئ لهم مفاجآت مثلهم ـ و عليه فيجب إستخلاص العبرة ، و الابتعاد عن كل ما يثير مشاعر الآخرين و هذا المثل كما نلاحظ لا يبتعد عن مضمون الأمثال السابقة في الحث على الإتزان و التروي عند إصدار الأحكام القيمية على الغير و هي سمة ما تزال واضحة المعالم في الواقع الإجتماعي المُعاش للمجتمع الجزائري .ذ ******************: د / أحمد بن نعمان | |
|
fafa عضو ممتاز
الهواية : المهنة : المزاج : الدولة : عدد المساهمات : 167 تاريخ التسجيل : 10/02/2011 العمر : 28
| موضوع: رد: نفسية الشعب الجزائري الجمعة مارس 30, 2012 9:58 pm | |
| merci mon frère sur ce sujet | |
|