الكوثر نهر في الجنة ..
=========
أخبرنا
إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي
ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا أبو بكر بن أبي شيبة
ثنا علي بن مسهر عن المختار يعني ابن فلفل عن أنس قال: بينا رسول اللّه
صلّى اللّه عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذا أغفي إغفاءة ثم رفع رأسه
متبسما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول اللّه؟ قال: نزلت علي آنفا سورة، فقرأ:
بسم اللّه الرحمن الرحيم: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ
لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3). ثم قال:
«تدرون ما الكوثر»؟ قلنا: اللّه ورسوله أعلم، قال: «فإنه نهر وعدنيه ربي
فيه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد
===========
سُورَةُ الْكَوْثَرِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ: نَزَلَتْ فِي الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ
رَأَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْرُجُ مِنَ
الْمَسْجِدِ وَهُوَ يَدْخُلُ، فَالْتَقَيَا عِنْدَ بَابِ بَنِي سَهْمٍ
وَتَحَدَّثَا وَأُنَاسٌ مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ فِي الْمَسْجِدِ
جُلُوسٌ، فَلَمَّا دَخَلَ الْعَاصُ قَالُوا لَهُ: مَنِ الَّذِي كُنْتَ
تُحَدِّثُ؟ قَالَ: ذَاكَ الْأَبْتَرُ، يعني النبيّ صلوات الله وسلامه
عليه، وَكَانَ قَدْ تُوُفِّيَ قَبْلَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ رَسُولِ
اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ مِنْ خَدِيجَةَ،
وَكَانُوا يُسَمُّونَ مَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنٌ: أَبْتَرَ، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى هذه السورة.
(1) - وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بن
الفضل، أخبرنا مُحَمَّدُ بن يعقوب، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عبد الجبار،
أخبرنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ:
حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ قَالَ: كَانَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ
السَّهْمِيُّ إِذَا ذُكِرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - قَالَ: دَعُوهُ فَإِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ أَبْتَرُ لَا عَقِبَ
لَهُ، لَوْ هَلَكَ انْقَطَعَ ذِكْرُهُ وَاسْتَرَحْتُمْ مِنْهُ، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} إِلَى
آخِرِ السُّورَةِ.
وَقَالَ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ
الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ يَمُرُّ بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - وَيَقُولُ: إِنِّي لَأَشْنَؤُكَ وَإِنَّكَ لَأَبْتَرُ مِنَ
الرِّجَالِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ
الْأَبْتَرُ} مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.