أقسام أدوات الاستفهام
تنقسم أدوات الإستفهام إلى ثلاثة أقسام:1 ـ ما يطلب به التصوّر.2 ـ ما يطلب به التصديق.3 ـ ما يطلب به التصوّر مرة، والتصديق اخرى.والتصوّر، هو ادراك المفرد، بمعنى أن لا يكون هناك نسبة، فـ (زيد) و(عمرو) و(القرآن) و(الله).. ونحوها كلّها مفرد، فهي تصورات.
والتصديق: هو ادراك النسبة، أي نسبة الفعل الى فاعله أو المبتدأ الى خبره، فـ (زيد قائم) و(الله عالم)(39) و(محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي).. ونحوها كلها نسبة، فهي تصديقات.
وجملة القول:
ان العلم ان كان اذاعاناً للنسبة فتصديق، والا فتصورّ.
والتصديق كما يكون في الاثبات، نحو (محمد عادل) كذلك يكون في النفي، نحو (خالد فاسق).
همزة الاستفهاممن أدوات الاستفهام الهمزة، وهي مشتركة، فتأتي تارة لطلب التصور، وأخرى لطلب التصديق.
1- أما ما كان لطلب التصوّر، فيلي الهمزة المسئوول عنه، والسؤال حينئذٍ عن المفرد لا النسبة بمعنى: أن السائل يعلم بالنسبة، وانما لا يعلم شيئاً من اطرافها.
مثلاً يعلم: أنه وقع فعل ما، لكن لا يعرف المسند، أو المسند اليه، أو المفعول، أو الحال، أو الظرف، أو الصفة.. أو نحوها.
ففي نحو: (ضرب زيدٌ عمراً، الفاسق، راكباً، في الصحراء) يقع المجهول بعد همزة الاستفهام.
فتقول في الجهل بالفعل: (أضربه أم قتله)؟
وتقول في الجهل بالفاعل: (أزيد الضارب أم بكر)؟
وتقول في الجهل بالمفعول: (أعمراً المضروب أم محمداً)
وتقول في الجهل بالصفة: (أعمرا الفاسق أم التاجر)؟
وتقول في الجهل بالحال: (أراكباً كان زيد أم راجلاً)؟
وتقول فيي الجهل بالظرف: (أفي الصحراء أم في البلد)؟
وهكذا..
وقد علم من هذه الامثلة: ان النسبة معلومة، وانما المجهول مفرد من المفردات.
2 ـ وأما ما كان لطلب التصديق، فالهمزة تدخل على الجملة، والسؤال يقع عن النسبة، كقولك: (أجاء زيدٌ؟) فيما لم تعلم بالمجيء.
ثم ان الغالب أن يؤتى للهمزة التي لطلب التصور بمعادل، كما عرفت في الامثلة: من معادلة (أم) للهمزة.
بخلاف طلب التصديق فلا يؤتى للهمزة بمعادل، كما تقدم في المثال.
ثم أن جواب الهمزة التي لطلب التصور: تعيين أحد الشقين:
فتقول في السؤال الاول: (ضربه).
وتقول في السؤال الثاني: (زيدٌ).
وتقول في السؤال الثالث: (عمراً).
وهكذا...
بخلاف الهمزة التي لطلب التصديق، فالجواب: (نعم) أو (لا).
هل الاستفهاميةمن أدوات الاستفهام: هل، وهي مختصة بطلب التصديق، فيراد بها معرفة وقوع النسبة وعدم وقوعها، ولذا لا يذكر معها معادل، كما يكون جوابها: (نعم) أو (لا).
تقول: (هل قام زيد)؟
والجواب: (نعم) أو: (لا).
وتنقسم هل الى:1 ـ بسيطة، وهي أن يكون المستفهم عنه بها: وجود الشيء وعدمه، كما تقول: (هل العنقاء موجودة)؟
2 ـ مركبة، وهي أن يكون المستفهم عنه بها: صفة زائدة على الوجود، كما تقول: (هل الخفاش يبصر)؟
ما الاستفهامية
بقية أدوات الاستفهام موضوعة لطلب التصوّر فقط، فيقع السؤال عن معناها.
1 ـ فـ (ما): موضوعة للاستفهام عن غير العقلاء، ويطلب بها احد امور ثلاثة:
الأول: ايضاح الاسم، مثلاً يقال: (ما الفدوكس)؟ فيقال في الجواب: (أسد).
الثاني: بيان حقيقة الشيء، مثلاً يقال: (ما الاسد)؟ فيقال في الجواب: (حيوان مفترس).
الثالث: بيان صفة الشيء، مثلاً يقال: (ما الحيوان)؟ فيقال في الجواب: (حساس متحرك بالارادة).
وهنا نكتة لا بأس بالتنبيه عليها، وهي: أن السؤال عن شيء حسب ترتيبه العقلي هكذا:
الف ـ السؤال بـ (ما) الشارحة، تقول: (ما هي الذكاء)؟ فيقال: (الشمس).
ب- السؤال بـ (هل) البسيطة، تقول: (هل الشمس موجودة)؟ فيقال: (نعم).
ج- السؤال بـ (ما) الحقيقية، تقول (ماهي الشمس)؟ فيقال: (جرم علوي مضيء..).
د- السؤال بـ (هل المركبة)، تقول: (هل الشمس أصل الكون)؟ فيقال: (لا).
وذلك لان الانسان يطلب أولاً معنى اللفظ، ثم وجوده، ثم حقيقته، ثم صفاته وخصوصياته.
بقية أدوات الاستفهام2 ـ و(من): موضوعة للاستفهام عن العقلاء، كقوله تعالى: (من فعل هذا بآلهتنا)؟ (40) وقد ينعكس، فتستعمل (ما) للعاقل، و(من) لغيره.
3 ـ و(متى): موضوعه للاستفهام عن الزمان، مستقبلاً كان أم ماضياً، نحو: (متى خلّف رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم) علياً عليه السلام و(متى يظهر الحجّة عليه السلام)؟
4 ـ و(أيّان): موضوعة للاستفهام عن زمان المستقبل فقط، قال تعالى: (يسئل أيّان يوم القيامة)؟ (41).
5 ـ و(كيف): موضـــوعــــة للاستفـــهام عن الحال، قــــال تعالى: (فكيف اذا جئنا من كل أُمَّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً)؟(42).
6 ـ و(اين): موضوعة للاستفهام عن المكان، قال تعالى: (أين شركاؤكم)؟ (43).
7 ـ و(أتّى): موضوعة الاستفهام، وتأتي بمعنى:
الف ـ كيف، كقوله تعالى: (أنّى يُحيي هذه الله بعد موتها)؟ (44).
ب - وبمعنى من أين، كقوله تعالى: (يا مريم أنّى لكِ هذا)؟ (45).
ج- وبمعنى متى، تقول: (زره أنّى شئت؟).
8 ـ و(كم): موضوعة للاستفهام عن عدد مبهم، كقوله تعالى: كم لبثتم في الارض عدد سنين) (46).
9 ـ و(أيّ) موضوعة للإستفهام عن تمييز أحد المتشاركين في أمر يعمهما: شخصاً، أو زماناً أو مكاناً، أو حالاً، أو عدداً، عاقلاً أو غيره، قال تعالى: (أيُّ الفريقين خير مقاماً)؟ (47).
خروج أدوات الإستفهام من معانيها
قالوا: وقد تخرج ألفاظ الاستفهام عن معناها الاصلي: وهو طلب الفهم من الجهل، فيستفهم بها عن الشيء مع االعلم به لاغراض أخرى، وأهمها أمور:
1 - الامر، كقوله تعالى: (فهل أنتم منتهون)؟ (48)أي انتهوا.
2 - النهي، كقوله تعالى: (أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه) (49). أي لا تخشوهم.
3 - التسوية، كقوله تعالى: (سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم)؟ (50).
4 - النفي، كقوله تعالى: (هل جزاء الاحسان الا الاحسان)؟ (51).
5 - الانكار، كقوله تعالى
أغير الله تدعون)؟ (52).
6 - التشويق، كقوله تعالى
هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم)؟ (53).
7 - الاستئناس، كقوله تعالى: (وما تلك بيمينك يا موسى)؟ (54).
8 - التقرير، كقوله تعالى
ألم نشرح لك صدرك)؟ (55).
9 - التهويل، كقوله تعالى: (وما أدراك ما الحاقة)؟ (56).
10 - الإستبعاد، كقوله تعالى: (أنّى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين)؟(57).
11 - التعظيم كقوله تعالى: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)؟ (58).
12 - التحقير، كقوله تعالى: (أهذا الذي يذكر آلهتكم)؟ (59).
13 ـ التعجّب، كقوله تعالى: (ما لهذا الرسول يأكل الطعام)؟ (60).
14 ـ التهكّم، كقوله تعالى: (أصلاتك تأمرك أن نترك ما كان يعبد آباؤنا)؟ (61).
15 - الوعيد، كقوله تعالى
ألم تر كيف فعل ربّك بعباد)؟ (62).
16 - الاستبطاء، كقوله تعالى
متى نصر الله)؟ (63).
17 - التنبيه على الخطأ، كقوله تعالى
أتستبدلون الّذي هو أدنى بالذّي هو خير)؟ (64).
18 - التنبيه على ضلال الطريق، كقوله تعالى: (فأين تذهبون)؟ (65).
19 - التحسّر، كقوله تعالى: (ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني الى النار)؟ (66).
20 - التكثير، كقوله: (أهذا الخلق يحشر في القيامة).
يتبع