هنا ملخص لما ذكره ائمة السلف فذلك:ان أدم كان يزوج ذكر كل بطن بأنثى الاخرى,و ان هابيل اراد ان يتزوج بأخت قابيل, و كان اكبر من هابيل , و اخت هابيل احسن,فأراد هابيل ان يستأثر بيها على اخيه, و امره ادم عليه السلام ان يزوجه إياها فأبى,فأمرهما ان يقربا قرباناوو ذهب ادم ليحج الى مكة و استحفظ السماوات على بنيه,فأبين و الارض و الجبال فأبين,فتقبل هابيل بحفظ ذلك.فلما ذهب قربا قربانهما,فقرب هابيل جذعة سمينة و كان صاحب غنم,و قرب قابيل حزمة من زرع من ردئ زرعه فنزلت نارفأكلت قربان هابيل و تركت قربان قابيل,فغضب و قال:لأقتلنك حتى لا تنكح اختى,فقالانما يتقبل الله من المتقين.
و ذكر ابو جعفر الباقر:ان ادم كان مباشرا لتقربهما القربان ة التقبل من هابيل دون قابيل, فقال قابيل لادم: انما تقبل منه لانك دعوت له, و لم تدع لى,و توعد اخاه فيما بينه و بينه , فلما كان ذات ليلة أبطأ هابيل فى الرعى, فبعث ادم اخاه قابيل لينظر ما أبطأ به, فلما ذهب إذا هو به , فقال له: تقبل منك و لم يتقبل منى, فقال انما يتقبل الله من المتقين, فغضب قابيل عندها و ضربه بحديدة كانت معه فقتله,و قيل انه:إنما قتله بصخرة رماها على رأسه و هو نائم فشدخته, و قيل: بل خنقه خنقا شديدا و عضا كما تفعل السباع فمات والله اعلم.
و قد ذكر بعضهم انه لما قتله حمله على ظهره سنة,و قال اخرون: حمله مائة سنة .,و لم يزل كذلك حتى بعث الله الغرابين. قال السدى بإسناد عن الصحابة: اخوين فتقاتلا فقتل احدهما الاخر, فلما عمد الى الارض يحفر له فيها, ثم القاه و دفنه وواراه فلما راه يصنع ذلك , قال يا ويلتى اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فأوارى سوأة اخى؟ففعل مثل ما فعل الغراب, فواره و ذفنه
و ذكر اهل التواريخ و السير: انا ادم حزن على ابنه هابيل حزنا شديدا, و انه قال ذلك شعرا و هو قوله فيما ذكر ابن جرير عن ابن جميد:
تغيرت البلاد و من عليها....... فوجه الارض مغير قبيح
تغيرت كل ذى لون و طعم......و قل بشاشة الوجه المليح
فأجيب ادم:
أبا هابيل قد قتلا جميعا...... وصار الحى كالميت الذبيح
و جاء بشرة قد كان منها....على خوف فجاء بيها يصيح