هل يكفي التكرار وحده في اكتساب العادة ؟
مقدمة: تعرف العادة على أنها سلوك مكتسب بالتكرار و يعرف " ابن سينا " التكرار بأنه إعادة الفعل الواحد مرات عديدة زمنا طويلا في أوقات متقاربة فهل تكوين العادات يتوقف على دور التكرار فقط ؟
التحليل : العادة تكتسي بسبب التكرار
يؤكد أنصار النظرية الآلية على دور التكرار في اكتساب العادة حيث قال أرسطو قديم " العادة وليدة التكرار " فحفظ قصيدة شعرية يتم بتكرار قراءتها عدة مرات بحيث تصبح الكلمة عن طريق الأشرطة إشارة تدعو الكلمة التى تأتي بعدها وهو تأكد عليه النزعة الارتباطية التى ترى أن اكتساب العادة ما هو الا تكرار حركات و ربط بعضها ببعض بحيث تصبح حركات الفعل منسجمة و مترابطة فالحفظ عن ظهر القلب يعني ربط الحركات ربطا قويا لا يمكن إنكار دور التكرار في تكوين العادة لكن الحركات فيها تجديد و الذي يكتسب عادة لا يعيد الحركات ذاتها بل يعدلها و فليه فالتكرار وحده غير كاف
العادة لا تكتسب بالتكرار وحده بل لابد من وعي :
يذهب أنصار النظرية العقلية الى أن اكتساب العادة يتم بواسطة العقل و الإرادة و الاهتمام الذي يوليه الشخص لمحاولته حيث يرى فون دير فيلت ان الحركة الأخيرة أي العدة ليست مجرد إعادة للحركات السابقة حيث يقول " الحركة الجديدة ليست مجرد تجميع لحركات قديمة " و هذا الرأي نجده عند الكثير من أنصار الاتجاه العقلي حيث قسم مين دي بيران العادة الى عادات منفعلة يتعودها الإنسان دون الشعور بها و عادات فاعلة و هي التى يتدخل فيها العقل و الإرادة ولا يمكن إنكار دور العقل في تتبع الحركات (تثبيت المحاولات الناجحة و حذف المحاولات الفاشلة) لكن الواقع يكشف دور التكرار في اكتساب العادة فلا يمكن إنكاره .
العادة وليدة التكرار و الوعي :
العادة سلوك يكتسب بالتكرار و ليس سلوكا لا شعوريا بل سلوك يخضع الى العقل الذي يراقبه و يعدله كلما اقتضت الضرورة حيث يقول بول غيوم في كتابه تكوين العادات " ان علم النفس لا يجد صعوبة في استخلاص شرطين في تكوين العادات و هما من جهة تكرار الفعل و من جهة أخرى الاهتمام الذي يوليه الشخص لفشله و لنجاحه "
الخاتمة : ان التكرار هو العامل الجوهري و المباشر في اكتساب العادة بينما الإرادة و الوعي و الاهتمام هو العمل المتمم و غير المباشر في تكوين العادات .